مع ما وصل إليه العالم اليوم من تقدم وتطور في شتى المجالات بفضل جهود
الغرب الحثيثة في هذا الشأن إلا أنه لا يمكن تجاهل جهود العلماء العرب في
قرون مضت وفضلهم أيضاً على الحضارة الغربية ، أجمعت العديد من المصادر
التاريخية على هذه الحقيقة أن علماء العرب هم نواة هذه العلوم والأساس التي
تأسست عليها، وهؤلاء العلماء سطروا أسماءهم في تاريخ العلوم فلم يخلُ كتاب
غربي يحفظ للعرب فضلهم ولا يجحده إلا وذكر أسماء خالدة ليس آخرها ابن
الهيثم وجابر بن حيان والخوارزمي وغيرهم كثير، المستشرقة الألمانية "زيغريد
هونكه" تقول : (إن الناس عندنا لا يعرفون إلا القليل عن جهودكم الحضارية
الخالدة ودورها في نمو حضارة الغرب ، أردت هنا أن أقدم الشكر للعرب على
فضلهم ، الذي حرمهم من سماعه طويلا تعصب ديني أعمى أو جهل أحمق) (١) .
إلا
أن المتابع لما صارت إليه أمتنا اليوم من حال، يجد أنها تحولت من أمة
راعية للعلوم إلى مجرد أمة